نقدم إليك - أيها القارئ الكريم - هذا الكتاب مكتفين بعرض صفحاته الأولى : العنوان ؛ والمحتوى؛ والمقدمة ..
من حقوق الطفل (2)
الـعـقـيـقـة
بحث في العقيقة وما يتصل بالمولود من أحكام
عبد الله ولد محمدو
الملقب عبيد
.............
موضوعات البحث | |
مقدمة : أهمية العقيقة | |
المبحث الأول : تعريف العقيقة | |
أ - المعنى اللغوي | |
ب- المعنى الاصطلاحي | |
ج - تسمية العقيقة نسيكة | |
المبحث الثاني : مشروعية العقيقة وحكمها | |
1- أدلة القائلين بوجوب العقيقة من الحديث الشريف | |
2- أدلة القائلين باستحباب العقيقة من الحديث الشريف | |
3- مذاهب العلماء في حكم العقيقة | |
1- حكم العقيقة عند المالكية | |
2- حكم العقيقة عند الحنابلة | |
3- حكم العقيقة عند الشافعية | |
4- حكم العقيقة عند الأحناف | |
المبحث الثالث : المطالب بالعقيقة | |
مذهب المالكية | |
مذهب الشافعية | |
مذهب الحنابلة | |
تأويل عقه صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين | |
عق البالغ عن نفسه | |
مذهب المالكية | |
مذهب الحنابلة | |
مذهب الشافعية | |
المبحث الرابع : المجزئ في العقيقة ، بم يعق ؟ | |
أولا : عدد العقيقة وأدلته | |
1- أدلة من قال بالشاة الواحدة لكل من الذكر والأنثى | |
2- أدلة من قال بالشاتين للذكر والشاة للأنثى | |
ثانيا : نوع العقيقة | |
1- اشتراط الأنعام فيها | |
2- مذهب من قال بإجزاء الإبل والبقر والغنم | |
3- من قال لا تجزئ العقيقة إلا من الغنم | |
4- حكم المتولد من تزاوج الوحشي والإنسي | |
5- ما يجزئ فيها من السن | |
أ - سن جذع الضأن | |
ب - سن ثني المعز والإبل والبقر | |
3 - السلامة من العيب المعتبر | |
3 - عيوب العقيقة | |
العوراء | |
العرجاء | |
المريضة | |
العجفاء | |
حالات القرن | |
حالات الأذن | |
حالات الذنب | |
حالات الأسنان | |
ترتيب العقيقة في الأفضلية | |
- مذهب المالكية | |
- مذهب الشافعية | |
- مذهب الحنابلة | |
موازنة بين العقيقة والأضحية | |
الموازنة بينهما عند المالكية | |
الموازنة بينهما عند الحنابلة | |
الموازنة بينهما عند الشافعية | |
الحكم عند اجتماع العقيقة مع غيرها | |
المبحث الخامس : ميقات العقيقة ، متى يعق؟ | |
أولا : يوم العقيقة | |
- مذهب المالكية | |
1- السابع : | |
2- السابع الثاني | |
2- السابع الثالث | |
أدلة هذا القول | |
- مذهب الشافعية | |
- مذهب الحنابلة | |
ثانيا : وقتها | |
مذهب المالكية | |
مذهب الشافعية والحنابلة | |
ثالثا : كيف يحسب يومها ؟ | |
متى تشرع العقيقة ؟ | |
مذهب المالكية | |
مذهب الشافعية | |
مذهب ابن حزم | |
المبحث السادس : أحكام لحم العقيقة | |
1- ما يقال عند الذبح | |
2- الصنيع باللحم | |
- مذهب المالكية | |
- مذهب الشافعية | |
- مذهب الحنابلة | |
3- الدعوة لها | |
- مذهب المالكية | |
- مذهب الشافعية | |
- مذهب الحنابلة | |
4- تحريم ضرب الدف لها | |
المبحث السابع : أحكام المولود | |
1- التسمية | |
2- الأذان والإقامة في أذنيه | |
مذهب المالكية | |
مذهب الحنابلة | |
مذهب الشافعية | |
3 - تحنيك المولود والدعاء له بالبركة | |
- مذهب المالكية | |
- مذهب الشافعية | |
- مذهب الحنابلة | |
4- حلق شعر المولود والتصدق بزنته فضة أو ذهبا : | |
- من يُحلق شعره ؟ | |
- بم يتصدق ؟ | |
5- تغسيل المولود | |
6- تطيب المولود بخلوق | |
7- الختان | |
تعريفه | |
مشروعيته | |
حكم الختان | |
- مذهب المالكية | |
- مذهب الحنابلة | |
- مذهب الشافعية | |
- مذهب الأحناف | |
وقت الختان : | |
- مذهب المالكية | |
- مذهب والحنابلة | |
- مذهب الشافعية | |
- مذهب الأحناف | |
حكم من ولد مختونا | |
حكم من أسلم وخاف على نفسه من الختان | |
مسؤولية الختان | |
- مذهب المالكية | |
- مذهب الحنابلة | |
- مذهب الأحناف | |
- مذهب الشافعية | |
أهم مصادر البحث الإلكترونية | |
مبتدأ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
إن للإنسان حقوقا كثيرة بعضها يستحقه إذا بلغ أشده واستوى ، وغالبا ما يشمر في طلبها بل قد يشتد في الجد وراء هذه الحقوق مستعينا بما أوتي من قوة حتى يستوفيها ، وبعضها مستحق قبل الاستواء وبلوغ سن الرشد ، فيسعى غيره له في تحصيله ، ومن هذا القبيل حقوق الطفل ؛ لأنها منوطة بغيره ، ولذا يجب أن نتعرف عليها ، ونجتهد في استيفائها قصد أدائها إليه على أكمل وجه وأتمه ، وإنما لزم الاجتهاد فيها لأن صاحب الحق حاضر كالغائب ، وأداء الشاهد الحاضر حق الغائب على هذه الصفة هو مثال الوفاء والالتزام .
في ضوء هذا المبدإ يتنزل اهتمامها بحقوق الطفل ، وكنا قد افتتحنا هذه البحوث بحق الطفل في اسم حسن دال عليه ، وقد حاولنا تتبع أحكام الاسم والتسمية في ضوء مختلف المذاهب إرادة تسهيل مهمة الجهة المنوطة بها تسمية هذا المولود ، وبعد دراسة هذا الحق ناقشنا الاسم في ضوء إشكالية الارتباط بالمحيطين الخاص والعام ، ونحن نحسب أننا باستثارة هذا البحث نحاول استمالة الباحثين للخوض في مثل هذه الأسماء التي يتسع البحث فيها لعدد من الموضوعات غير محصور منه الشرعي القانوني ، ومنه الاجتماعي ومنه اللغوي ومنه الرمزي .....
ونحن في هذا البحث الجديد نحاول دراسة حق ثان هو العقيقة التي تنسك الجهة المخاطبة بها عن المولود منسكا دالا على احتفاء الإسلام واحتفاله بالطفولة .
وهذا الحق مرتبط بالأول ارتباطا زمنيا على الأقل عند من يقول بتسمية المولود والعق عنه في يوم سابعه ، ومتحد معه في الجهة المكلفة بأداء هذين الحقين وهي الأب عند أغلب العلماء ، وهذا الترابط دافع للموازنة بين الحقين .
* يعد الاسم دالا رمزيا ثقافيا مجردا من المال غالبا ، يقتصر جهد المسمي فيه على الاختيار وفق الوعي الثقافي للمسمي ، وهو بالوضع مراد للالتصاق بالمولود طوال مسيرته الحياتية على جهة الاستمرار ، وهنا تبرز أهميته بالنسبة للمسمى المولود ، والعقيقة حق له تعلق بالمال ، وهو كنفقة مالية منقطع ولكن المولود كما في بعض الأحاديث مرتهن به ارتهانا يجعل لفكاك أسره منه أو عدمه أثرا في مستقبل عمر المولود كما سترى في هذا البحث ، ووفق هذا التمايز بين الحقين ينفق الأب من وفرته المادية على المولود في العقيقة و" ينفق" من مخزونه الثقافي عليه في الاسم والتسمية ، وطبيعي أن يكون الإنفاق المادي رهين زمن محدود بقدر أقصاه العمر أما العطاء الثقافي ( الاسمي ) فممتد مع المولود امتدادا غير منحد بعمر ، بل هو خالد ما بقى للمسمى أثر غير منفك عنه ما رضيه واصطفاه لنفسه حتى ينسلخ منه أو يطرحه طرح الحية جلدها .
* تعتبر العقيقة ذبيحة يطعم منها الناسك ويُطعم غيره ، وهو مطالب باستسمان هذه القربة واستعظامها ليطعم الناس لحما طريا طيبا مطبوخا بالحلاوة - عند بعض الفقهاء - ليستقبل الناس هذا المولود حلاوة في حلوقهم كما يراد لأخلاقه أن تسعهم في مستقبل العمر على جهة التفاؤل .
والاسم حين تسري إليه عيوب كالعيوب غير المجزية في العقيقة من عرج وعجف وعور ومرض .. قد يأكله الناس غيبة {أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه )
إن الإنسان المسمي مدعو إلى " استسمان " و"استعظام" اسم مولوده حتى يحفظ لحمه ويوفر عرضه في المستقبل . كما هو مطالب باستسمان واستعظام العقيقة حتى يأكلها الناس لحما طيبا فيؤدي هذا الحق الشرعي ويحفظ عرضه من ألسنة الناس التي يُخشى أن تطاله حين يفرط مع القدرة في هذا النسك الشرعي المتأكد كما سترى في هذا البحث .
* إن الاسم كما أبنا في البحث السابق ذو شأن عظيم لذا طلب منا تحسينه وقد رأيت في بحثنا السابق أن تغييره نحو الأحسن سنة نبوية ؛ لأنه يحمل قيم الجمال والفضيلة والسلام على نحو ما أبنا ، وحين يسمى المولود تنتشر هذه القيم مع صيت هذا الاسم فتنبع منه القيم الفاضلة ، والعقيقة حين تختار لها من الذبائح الفضلى كذبيحة الأضحية ، وتوزع على الناس ليطعموا منها لحما طريا طيبا يكون في هذا الإطعام نشر لقيم البذل والعطاء ونفع الناس ، وبذلك أريد للإنسان منذ صغره أن تتأسس نواة حياته الأولى على قيم الفضيلة والبذل والعطاء والتعاضد الاجتماعي .
* إن ارتكاز العقيقة على الذبح وإراقة الدماء يحمل معاني التضحية والفداء ، وبين ذبيحتي الضحية والعقيقة من الاشتراك في الأحكام ما يصل هذه بتلك وثيق الصلة ، وأنت تعلم أن الذبح كان فداء إسماعيل أو إسحاق عليهما السلام ابني إبراهيم كليم الله ، وفي مشروعية إراقة الدماء للمولود فداء لنفسه وتكريم له أي تكريم
*ومن المعاني التي تتأسس عليها العقيقة بالإضافة إلى معاني الفداء والتضحية قيمة الإنعام ، فالولد نعمة من الله عز وجل ، والعقيقة شكر لهذه النعمة ، وتفريق لحم الذبيحة نعمة من الناسك على الناس
* ومما يمكن أن نومئ إليه هنا ارتباط الإطعام بنعمة الحياة المجددة ، وأفول هذه الحياة حين يموت الإنسان ، فقد شرع لمن ولد له مولود أن يطعم غيره من عقيقته شكرا لهذه النعمة ولمن أصيب في نفس أن يُطعم " اصنعوا لآل جعفر طعاما " ، وذلك أن ميلاد الإنسان جالب للفرح فاستوجب تصدير هذا الفرح إلى الآخرين بإطعامهم والموت مدعاة إلى الحزن فكان حقا على الآخرين تخفيف حزن هذا الحزين المصاب بالإطعام ، فكأن في الأمر زكاة من نعمة الله العظيمة على المولود له نعمة الولد نعمة الفرح بقدومه إلى هذه الدنيا ، وإذا كان الفرح المسرور هو من يؤديها فإن مصرفها الحزين الفقير إلى هذه النعمة نعمة الفرح في لحظة " الصدمة الأولى" ، ولك أن تلاحظ معي كيف أن المطلوب من الفرح بالمولود ذبيحة شكرانا لنعمة الفرح التي أنعم الله بها على المولود له ، والمطلوب للحزين إطعام ، وهذا يدلك على تكريم المولود الذي أشرنا إليه قبلُ بمنسك الذبح الذي طالبنا به الشارع ، وفي هذا من معاني الإنصاف والانسجام الكثير، وأنت ترى أن علة هذا الإطعام أو ذاك إنسان غائب متوفى أو مولود شاهد كالغائب والمطعم غيرهما ، والجالب لهذا الإطعام أو ذاك فرح أو حزن .
وفي هذا الإطعام دلالة على معان سامية كثيرة كالتعاضد الاجتماعي والتعاون الإنساني في السراء والضراء من مبتدإ مسيرة الإنسان حتى مماته .
لقد حاولنا في هذا البحث الإلمام بأهم جوانب حق العقيقة ليجد الناسك عن مولوده أجوبة عن أغلب أسئلته ذات الصلة بهذا المنسك ، وقسمناه إلى سبعة مباحث :
* مبحث التحديد والتعريف ناقشنا فيه دلالة العقيقة اللغوية والاصطلاحية وعرجنا على مصطلح مال إليه السادة الشافعية وبسطنا القول في أدلة هذا المصطلح وملاءمته للدلالة على العقيقة موضوع بحثنا.
*ومبحث خصصناه لمشروعية العقيقة أوردنا فيه أدلة القائلين بوجوب العقيقة وحجج الذاهبين إلى خلافهم متتبعين حكمها لدى مختلف المذاهب الفقهية .
ومبحث بينا فيه الجهة المخاطبة بالعقيقة ، وتوقفنا عند تأويل العلماء الحديث المروي في عقه صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين وخصصنا فقرة لعق البالغ عن نفسه إذا لم يعق عنه في صغره ، وحرصنا على ذكر مذاهب الفقهاء في هذه المسائل .
* ومبحث في العقيقة المجزئة ذكرنا فيه العدد المجزئ وأدلته ونوع العقيقة المجزئة وسنها والعيوب المانعة الإجزاء ، وذكرنا ترتيب العقيقة في الأفضلية عند الفقهاء ، ثم ارتأينا أن نزيد العقيقة بيانا بموازنتها بالأضحية التي قرر العلماء اشتراكها معها في كثير من الأحكام ، ثم أشرنا في فقرة أخيرة من هذا المبحث إلى الحكم عند اجتماع أكثر من ذبيحة على المطالب بها في يوم واحد لنعلم كيف يصنع أيكتفي بإحداها عن الأخرى أم يذبح لهذه ولتلك في نفس اليوم .
* وفي المبحث الخامس حاولنا بسط القول في مذاهب الفقهاء في يوم العقيقة وميقاتها وما يتبع ذلك من وقت طلب الأداء ليعلم الناسك متى يطلب منه أن يؤدي هذا النسك .
* وسادس المباحث خصصناه لأحكام اللحم لنعلم كيف يصنع الناسك به وهل يطلب أن يوزعه على الناس أو يدعوهم إليه ؟ وهل يجوز دعوة المغنين له ؟
* ومبحث أخير في أحكام المولود عددنا فيها حقوق المولود في أسبوعه الأول مبينين مذاهب الفقهاء في أهم هذه الحقوق من تسمية وأذان وإقامة في أذنه وتحنيك وحلق وتغسيل وتطييب وختان وقد توقفنا عند هذا الحق لبيان حكمه ووقته المناسب في ضوء التطور الطبي ومسؤولية هذا الفعل الجراحي
...................